مفهوم البدعة وتعيينها فى الاسلام


مفهوم البدعة وتعيينها


البدعة فى اللغة  :هى الشئ المستحدث على غير مثال سبق .وهى نوعان : بدعة حسنة وبدعة سيئة فقد أحدث الخلفاء الراشدون بدعاً حسنة هى عين السنة استناداًَ إلى الحديث الذى رواه أحمد ومسلم والترمزى  والنسائى  وابن ماجة عن النبى صلى الله عليه وسلم  : " من سن فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئا " فقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم  المبتدع للشئ الحسن مستنا فادخله فى السنة وهو المشرع فلا يجوز مخالفته 

وقد أوضح الإمام الشافعى فى هذا الأمر فيما رواه الحافظ الحجة ابن عساكر بسنده إليه فى كتابه [ تبيين المفترى فيما نسب إلى الإمام أبى الحسن الأشعرى ص 97 ] 
قال الإمام الشافعى رضى الله عنه : المحرمات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعه والضلالة 
والثانى : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحدة من هذه فهذه محدثة غير مذمومة فقد قال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى قيام رمضان ( نعمت البدعة هذه ) يعنى أنها محدثة لم تكن وإذا كانت ليس فيها ردا لما مضى .  

تقسيم البدعة عند العلماء

قد قسم العلماء البدعة فى اللغة إلى خمسة أقسام هى :
البدعة إما واجبة : كتعلم النحو لفهم كلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم  وتعلم أدلة الرد على أعداء الإسلام وصنع الآلات الحربية وغيرها مما هو مندوب .

تكون البدعة مستحبة : كتصنيف كتب العلم ووسائل الإعلام والإظهار لشعائر الدين 

البدعة المباحة : لكونها عادية كأصناف المأكل والمشرب المباحة بتقرير الشرع وقد يدخل هذا القسم فى الندب والاستحباب كمن نوى بالأكل القوة على طاعة الله أو إتيان الرخص فى باب " أن الله يحب أن توتئ رخصه كما تؤتى عزائمه" .

البدعة المكروهة : كتشبه المسلمين بغيرهم من الملل الأخرى فى الأزياء والعادات بدون نية الخروج عن تعاليم الإسلام .

البدعة المحرمة : هى المقصودة  بحديث " من أحدث فى ديننا ما ليس منه فهو رد " وبحديث " كل بدعة ضلالة " فهو استحداث ما لا أصل له من الدين فلا توافق كتابا ولا سنة ولا إجماعاً ولا قياساً ولا استحسانا ولا استصلاحا وقد قال صلى الله عليه وسلم  " لا تجتمع أمتى على ضلالة " إشارة إلى أن الأمة لا تجتمع على البدعة والضلالة وإنما تجتمع على البدعة الحسنة وتقررها وتعمل بها . 

قال النووى فى شرح صحيح مسلم عند الكلام على هذا الحديث " من سن سنة حسنة ..." وحديث " من دعا إلى هدى ومن دعا إلى ضلالة " هذان الحديثان صريحان فى الحث على استحباب سن الأمور الحسنة وتحريم سن الأمور السيئة ،  وأما حديث " من أحدث فى ديننا هذا ما ليس فيه فهو رد "   فان المراد من هذا الحديث استحداث ما ليس له أصل فى الدين وهو مردود على صاحبه .

 وقد قرر جمهور العلماء هذا التقسيم للبدعة منهم النووى وابن عبد السلام وابن العربى والحافظ بن حجر وغيرهم من العلماء الكثيرون



Blogger Tricks

0 التعليقات

شارك بتعليقك

الصفحة الرئيسية | جميع الحقوق محفوظة ل الشيخ محمد الاسوانى | elmasry | تصميم المصري