المرأة وإدارة أموالها


المرأة وإدارة أموالها

إن الله تعالى عندما ذكر الرجال فى القرأن أردفهم بذكر النساء فهم نصف المجتمع لا محالة فقال تعالى " لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ "[النساء 32] فلقد حفظ الله للمرأة مكانتها فى الإسلام بل ووفر لها من الحقوق ما يجعلها فى درجة تتشابه مع الرجال فلها إدارة أصول أموالها فى استقلال عن الزوج غير أن الإسلام لم يجعل ذلك دون ضوابط بل حدد للمرأة أن تقوم بأعمال التبرعات فى جزءمحدد من مالها الخاص لا يزيد عن الثلث فإن أرادت أن تزيد فلا بد من استئذان زوجها وهنا تظهر مدى عظمة الشريعة الإسلامية حيث ان الله تعالى جبل المرأة على العاطفة فهى شديدة العاطفة متقلبة المزاج ـ وفى بعض الأحيان ـ قد تخضع المرأة لما جبله الله عليها من شدة العاطفة بم يجعلها تتصرف بدون تعقل للتصرف الذى تقدم عليه والتدبير الصحيح له إلا أنه فى بعض الأحيان قد تتعرض السيدة لموقف يثير عاطفتها وشفقتها مما يجعلها تتبرع بجميع مالها دون تدبر أو تعقل مما يؤدى فيما بعد إنخماد هذه العاطفة إلى الندم والعض على الأصابع ، لهذا لم يشرع الإسلام استئذان الزوج فى تصرف الزوجة فى التبرع بالزائد عن الثلث من مالها اعتباطاً بل هذا هو الموافق لطبيعة المرأة وحفظ حقوقها لها بدون أن تتعرض لنصب أو أسبزاز عاطفى يجعل خاتمته الندامة . 

وأود أن اشير إلى أن الإسلام كفل للمرأة جميع حقوقها فى التصرف فى أموالها بالتجارة وخلافه إلا فى التبرع لغير الزوج بزائد عن الثلث فهى من حقها ادارة أموالها بنفسها لا مراء فى ذلك ولها أن توكل من تشاء فى تجارتها فقد كانت السيدة خديجة رضى الله تعالى عنها تضارب فى أموالها فقد كانت رضى الله عنها سيدة أعمال بالمعنى الصحيح فلقد كان النبى صلى الله عليه وسلم قبل بعثته يتاجر للسيدة خديجة رضى الله عنها إلى بلاد الشام ولقد ناصرت النبى صلى الله عليه وسلم بمالها بعد مبعثه مما يدل على جواز تصرف المرأة فى أموالها بجميع أنواع التصرفات . 

وعندما يشرع الإسلام ذلك لا يشرعه إلا لهدف إنما هو النماء لموارد المسلمين والترابط بين الأسرة وقيام العلاقة والود بين طرفيها وأسس هذا الترابط على الاحترام المتبادل والرحمة التى وضعها الله فى قلوب عباده ولولا ذلك لتجبر الزوج على زوجته وبدد أموالها وأكلها لصالحه مما يفسد الود بين الزوجين ومن ثم تفسد الاسرة فيفسد المجتمع ويؤول الأمر على ما هو الحال عليه الآن بين أمة المسلمين فلا توريث للبنات وإن ورثت فالفتات ثم ظلمها وهضمها فى بيت أبيها إلى غير ذلك من سلبيات بل مواجع أدخلها المسلمين على أنفسهم .
Blogger Tricks

0 التعليقات

شارك بتعليقك

الصفحة الرئيسية | جميع الحقوق محفوظة ل الشيخ محمد الاسوانى | elmasry | تصميم المصري